حذر المنسق العام لمؤسسة (كتاب في جريدة) شوقي عبد الأمير من خطورة الاستمرار في تصاعد معدل الأميّة وانحدار مستوى الثقافة في العالم العربي، وشدّد على القول بأنه «إذا لم يبادر العرب في مختلف مواقع المسؤوليات العامة والخاصة إلى معالجة أزمة القراءة الحقيقية، فسيتحولون إلى هنود حُمر جدد، وعندها لن يجدوا أي رحمة أو شفقة من أحد». وأعرب عبد الأمير في حديث الى (عكاظ)، بعد انتهاء مؤتمر «كتاب في جريدة»، الذي اختتم أعمال دورته التاسعة في فيينا، عن اعتقاده القوي أن «أزمة القراءة واللغة والثقافة في العالم العربي هي أزمة حضارية في العمق، وليست أزمة سياسية بالدرجة الأولى». وأكد «لا يستطيع أحد القاء اللوم على الاستعمار والإمبريالية أو الولايات المتحدة، لأنه لا توجد قوة في العالم مهما عظُم شأنها وجبروتها تستطيع أن تمنع المواطن العربي من القراءة أو المطالعة.
محمد الجابر
وأكد أن الفضل الأساسي لنجاح المشروع الحضاري الفريد من نوعه (كتاب في جريدة) يعود بعد الله إلى رجل الاعمال السعودي محمد بن عيسى الجابر ، المبعوث الخاص لمدير عام منظمة اليونسكو للتربية والتسامح والسلام والديمقراطية. ورأى أن (كتاب في جريدة) يشكل رداً عملياً لمسألة تفاقم حالة التصحّر الثقافي الحقيقي، وتدني مستوى المطالعة في العالم العربي».
الانكفاء الذاتي
ورداً على سؤال حول الأسباب الأساسية لانحدار مستوى القراءة في العالم العربي قال عبد الامير: «في الواقع، المشكلة عميقة الجذور ومتعددة الأسباب، ولا أستطيع أن أقدّم حلاً شاملاً خلال لقاء صحافي قصير، لكن لا بدّ أن أؤكد وباختصار شديد أن هذه المشكلة/الأزمة مرتبطة ارتباطا وثيقاً بحالة من اليأس التي يعيشها المواطن على امتداد الوطن العربي في المرحلة الراهنة، بالإضافة إلى حالة الاحباط السياسي والاقتصادي، والأزمات المتراكمة والأفق المستقبلي والمخنوق الذي يجعل المواطن العربي يعيش في حالة من الانكفاء الذاتي على مختلف المستويات، مع الأخذ في الاعتبار أن أسس فن تعليم القراءة القائمة في العالم العربي هي خاطئة». وفي هذا السياق اعترف بما يوصف بأنه «تدهور مخيف في مستوى اللغة العربية الفصحى والثقافة العربية بشكل عام»، وعزا ذلك لعدة أسباب وعوامل تربوية، مشيراً إلى أن الآباء والامهات العرب لا يُعلّمون أطفالهم حب المطالعة، بل يلجأون في الغالب إلى لغة التهديد والوعيد والضرب إذا لم يقرأوا، على حد تعبيره. ورأى أنه «حتى اذا قرأ الطفل العربي فإنه يقرأ خوفاً من أبيه أو أستاذه». ودعا كافة الاطراف المعنية وخصوصاً الآباء والأمهات العرب إلى تشجيع أطفالهم على القراءة، وجعلها عملية ممارسة يومية مشوّقة ومفيدة، وليس طمعاً في النجاح والحصول على الشهادة المدرسة أو الثانوية أو الجامعية». وأكد أن «الحب والترغيب هما اللذان يعلّمان وليس الترهيب والتخويف».
مستوى الأمية
ورداً على سؤال حول المصادر التي استقى منها المعلومات عن الأرقام المخيفة عن ارتفاع معدّل الأمية في العالم العربي والتي أدلى بها في ورقة العمل التي قدّمها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال عبد الامير: «في الحقيقة، المعلومات عن الارتفاع الهائل بمستوى الأمية الذي وصل إلى حوالى 57 %، أي ما يعادل 120 مليون نسمة، وتدني مستوى الثقافة في الدول العربية، هي من منظمات دولية مرموقة ومصادر موثوقة، وهي معلومات أكيدة». وعبّر عن بالغ القلق والأسف لكون أمة «اقرأ» لا تقرأ، وأكد أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع.
لست سياسيا
ورداً على سؤال حول كيفية الخروج من دوامة التردي السياسي والثقافي في العالم العربي قال «هذا سؤال عريض، وأنا لست سياسياً، كما أن مشروع كتاب في جريدة ليس مشروعاً سياسياً. وفيما يتعلق بسؤال عريض من هذا النوع، فإن الأزمة ظاهرة خطيرة بشكل عام، وأنا هنا لا أدعي أنني أجد حلولاً سحرية لها». وأشار الى مسألة وصفها بـ «المهمة جداً» ولها علاقة مباشرة بالثقافة، وقال «إذا كان العرب لا يقرأون بهذا الشكل، واذا كان هذا التصحر الثقافي في العالم العربي قد وصل إلى هذه الدرجة المخيفة، فلا تستغربنّ ان تنعكس الأزمة الثقافية الحالية على الواقع السياسي والاقتصادي». وشدّد على القول «إن الشعوب التي ترقى ثقافيا تنتصر سياسيا، وحينما يرتقي المواطن العربي ثقافياً، فإن الجيل العربي المثقف سيقدّم حلولاً ناجعة للكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية والثقافية التي يعانيها العالم العربى الآن».
أعداء العرب
وحول أهمية المؤتمر، قال عبد الأمير: «يكتسب مشروع كتاب في جريدة الذي يتم بالتعاون مع اليونسكو منذ 12 عاماً، أهمية استراتيجية متعددة الجوانب على صعيد تعميم القراءة وتدعيم الثقافة ومكافحة الأمية في العالم العربي، حيث يركز على الكم، وأضاف: أستطيع أن أؤكد أن أكبر كاتب عربي حتى ولو كان حائزاً على جائزة نوبل لا يبيع من كتبه أكثر من 5 آلاف نسخة». وتحدى عبد الأمير كافة المؤسسات الفكرية والثقافية في العالم العربي أن تقدّم ما تقدمه مؤسسة (كتاب في جريدة) من خدمات ثقافية، في الوقت الذي يصرف فيه العرب مليارات الدولارات على عقد ندوات ومفاوضات وطباعة الكتب التي تظل في السراديب، ولا يعرف بها أحد. وبعدما شدّد على أهمية تفعيل احترام حقوق الإنسان والحرية والمواطنة ونشر الثقافة في العالم العربي، وخلص إلى التأكيد أن «تعميم الثقافة ومكافحة الامية في الوطن العربي هما مسؤولية موزعه على جميع العرب والحكومات والأنظمة وحتى أعداء العرب في الخارج».
محمد الجابر
وأكد أن الفضل الأساسي لنجاح المشروع الحضاري الفريد من نوعه (كتاب في جريدة) يعود بعد الله إلى رجل الاعمال السعودي محمد بن عيسى الجابر ، المبعوث الخاص لمدير عام منظمة اليونسكو للتربية والتسامح والسلام والديمقراطية. ورأى أن (كتاب في جريدة) يشكل رداً عملياً لمسألة تفاقم حالة التصحّر الثقافي الحقيقي، وتدني مستوى المطالعة في العالم العربي».
الانكفاء الذاتي
ورداً على سؤال حول الأسباب الأساسية لانحدار مستوى القراءة في العالم العربي قال عبد الامير: «في الواقع، المشكلة عميقة الجذور ومتعددة الأسباب، ولا أستطيع أن أقدّم حلاً شاملاً خلال لقاء صحافي قصير، لكن لا بدّ أن أؤكد وباختصار شديد أن هذه المشكلة/الأزمة مرتبطة ارتباطا وثيقاً بحالة من اليأس التي يعيشها المواطن على امتداد الوطن العربي في المرحلة الراهنة، بالإضافة إلى حالة الاحباط السياسي والاقتصادي، والأزمات المتراكمة والأفق المستقبلي والمخنوق الذي يجعل المواطن العربي يعيش في حالة من الانكفاء الذاتي على مختلف المستويات، مع الأخذ في الاعتبار أن أسس فن تعليم القراءة القائمة في العالم العربي هي خاطئة». وفي هذا السياق اعترف بما يوصف بأنه «تدهور مخيف في مستوى اللغة العربية الفصحى والثقافة العربية بشكل عام»، وعزا ذلك لعدة أسباب وعوامل تربوية، مشيراً إلى أن الآباء والامهات العرب لا يُعلّمون أطفالهم حب المطالعة، بل يلجأون في الغالب إلى لغة التهديد والوعيد والضرب إذا لم يقرأوا، على حد تعبيره. ورأى أنه «حتى اذا قرأ الطفل العربي فإنه يقرأ خوفاً من أبيه أو أستاذه». ودعا كافة الاطراف المعنية وخصوصاً الآباء والأمهات العرب إلى تشجيع أطفالهم على القراءة، وجعلها عملية ممارسة يومية مشوّقة ومفيدة، وليس طمعاً في النجاح والحصول على الشهادة المدرسة أو الثانوية أو الجامعية». وأكد أن «الحب والترغيب هما اللذان يعلّمان وليس الترهيب والتخويف».
مستوى الأمية
ورداً على سؤال حول المصادر التي استقى منها المعلومات عن الأرقام المخيفة عن ارتفاع معدّل الأمية في العالم العربي والتي أدلى بها في ورقة العمل التي قدّمها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال عبد الامير: «في الحقيقة، المعلومات عن الارتفاع الهائل بمستوى الأمية الذي وصل إلى حوالى 57 %، أي ما يعادل 120 مليون نسمة، وتدني مستوى الثقافة في الدول العربية، هي من منظمات دولية مرموقة ومصادر موثوقة، وهي معلومات أكيدة». وعبّر عن بالغ القلق والأسف لكون أمة «اقرأ» لا تقرأ، وأكد أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع.
لست سياسيا
ورداً على سؤال حول كيفية الخروج من دوامة التردي السياسي والثقافي في العالم العربي قال «هذا سؤال عريض، وأنا لست سياسياً، كما أن مشروع كتاب في جريدة ليس مشروعاً سياسياً. وفيما يتعلق بسؤال عريض من هذا النوع، فإن الأزمة ظاهرة خطيرة بشكل عام، وأنا هنا لا أدعي أنني أجد حلولاً سحرية لها». وأشار الى مسألة وصفها بـ «المهمة جداً» ولها علاقة مباشرة بالثقافة، وقال «إذا كان العرب لا يقرأون بهذا الشكل، واذا كان هذا التصحر الثقافي في العالم العربي قد وصل إلى هذه الدرجة المخيفة، فلا تستغربنّ ان تنعكس الأزمة الثقافية الحالية على الواقع السياسي والاقتصادي». وشدّد على القول «إن الشعوب التي ترقى ثقافيا تنتصر سياسيا، وحينما يرتقي المواطن العربي ثقافياً، فإن الجيل العربي المثقف سيقدّم حلولاً ناجعة للكثير من المشاكل السياسية والاقتصادية والثقافية التي يعانيها العالم العربى الآن».
أعداء العرب
وحول أهمية المؤتمر، قال عبد الأمير: «يكتسب مشروع كتاب في جريدة الذي يتم بالتعاون مع اليونسكو منذ 12 عاماً، أهمية استراتيجية متعددة الجوانب على صعيد تعميم القراءة وتدعيم الثقافة ومكافحة الأمية في العالم العربي، حيث يركز على الكم، وأضاف: أستطيع أن أؤكد أن أكبر كاتب عربي حتى ولو كان حائزاً على جائزة نوبل لا يبيع من كتبه أكثر من 5 آلاف نسخة». وتحدى عبد الأمير كافة المؤسسات الفكرية والثقافية في العالم العربي أن تقدّم ما تقدمه مؤسسة (كتاب في جريدة) من خدمات ثقافية، في الوقت الذي يصرف فيه العرب مليارات الدولارات على عقد ندوات ومفاوضات وطباعة الكتب التي تظل في السراديب، ولا يعرف بها أحد. وبعدما شدّد على أهمية تفعيل احترام حقوق الإنسان والحرية والمواطنة ونشر الثقافة في العالم العربي، وخلص إلى التأكيد أن «تعميم الثقافة ومكافحة الامية في الوطن العربي هما مسؤولية موزعه على جميع العرب والحكومات والأنظمة وحتى أعداء العرب في الخارج».